dodo dodo
عدد الرسائل : 107 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 30/09/2007
بطاقة الشخصية الملك:
| موضوع: همس الكلمات الثلاثاء أكتوبر 16, 2007 4:09 am | |
| اقترب لتسمع كلامي.. ثم اسمع صدى همسي يخفق في عروق عروقي.. ساءت سواعد اشبالي و ارتاعت فما حملت الا سيول النار فارتعدت ثم استفاضت فوق بركان الهجير.. اين الشمائل و السلاسل ذات الأزيز و صوت الصولجان ..؟ اين البقاع و اين البارجات الخضر؟ اين الشدائد التي كانت تعذب أجدادي و أجداد أجدادي؟ هل غاب انتقام الدود تحت تراب القبور؟ هل سال امتداد الكهرباء في غرف الضمور؟ سأنزوي عنكم و اترك هادي الصحاري ترتمي ثم ستسألون عني فهل تجدونني ؟ جالت كلماتي بين أفكاري .. فعرفت أن الكلام هوان.. و استمالت قوانين أشعاري فتيقنت أن العار عار..و أن الهوان هوان.. أنى لك أن تدري ثم أنى لك أن تدري .. إذا اشتغلت شمس أحلامي فمالت عن كل أوجاعي .. أنى لك أن تدري ’؟ إذا استباحت كلمات أقوالي تلك المحيطات في خلدي .. فكيف لك أن تدري ..بان الكلام هوان . عش للحنين و اترك غيا بات الصبا تحكي .. عش للنسائم و العبير ..عش للحدائق عش للورود النائمات و للربيع.. ثم دع عندك المسارح و الأنين.. ارم الجراح و اصعد مروج الذكريات .. افتح نوافذ الأيام عبر تلك المغريات.. و أزل ستار الجوع و استبق المحال.. ازرع حصيد الشوك في غرف الضنى..ثم اسأل الأسماء عني.. اسأل الأوراق و استمل الصفير ..اسأل هواتفك العجيبة .. و اسأل ضمير المارقات.. ليخبرنك عني و عن الحنين . اين الخريف ؟ و زهر الجنائن اين النسيم و اين صباح الأقحوان ....؟ انتظرتك يا عذابي فغبت عني ... انتظرتك فصرخت مهجتي و ناحت .. و صاحت بصوت الحزن و سألتني فقالت اين و اين و اين ...؟ التهبت جراحي و طال انتظاري اين الخريف اين الربيع اين مساء الاحتقان.. ؟ سألت عنك أصحابي و أصحاب أصحابي فلم يهتفوا .. سألت عنك أقاربي فما قالوا عنك شيئا سألت البحر سالت الموج سالت السماء فما وجدتك.. سألت ينابيع النرجس و أمطار المعازف و نيل الارتحال.. عذاباتي استمالت و طربت و مالت .. عذاباتي تعذبني فازداد ارتياحا .. فهل تعرفونها ..؟ اسألوني فقولوا اين الخريف ؟ فأجيبكم لست ادري سأسأل و اسأل اين الخريف اين الخريف ....؟ انطفأت شموع أعراسي .. و صار الضباب يملأ الكون حولي .. تخاصم الغرباء و الأصحاب في غرف الشتات.. تميل يا ارض او تزولي لا صدى اسمع فيك و لا هتاف.. آلامي و أوجاعي هي كل إحساسي. و هدا الجوع يخنق الفكر فيزداد السراب سرابا .. و يصبح الشمال جنوبا ..والجنوب شمالا فكرة الغرباء تدمي أقدام اليتامى.. تزول بها أحلام الأرامل.. و تخبو مساكن البسطاء حول الشمس فتزداد السماء اتساعا و الفضاء يزداد اشتعالا.. قومي يا أوراق التخاصم و اجمعي أوراقك .. قومي لملمي أسماء شموعي و ارقبي أصداء قلبي .. جوعي يغازلني جوعي يطاردني و يطمر أعماقي.. فلا تنسى يا جوع أن ترحم جوعي يا بحر مالك لا تجيب إذا سألتك ... أفي قلبك يرتمي سخط السنين ... أفي عقلك تحتمي سفن الحنين .. سألتك عن البعد فلم ألقى جوابا .. سألتك عن الحب السخي فما وجدت منك جوابا .. ارايتني أتخبط فيك.. ارايتني أسوق مروجي فوق السحاب.. اسأل الصيهد اسأل الشمس اسأل البدر قبل الغروب .. اسألهم عني كم فديتك كم عجبت من غضب المحال.. يا بحر لا ترمي بموجك فوق شرخ الجراح.. يا بحر لا تلقي بأحلام الصبا خلف الشتات.. يا بحر عد للخلف دون مواراة الهبات.. و سل السماء أن تمطر فوقك لابد الابود... إن شئت فاصعد حوافر التاريخ و استنجد القوافل و استبق الصفوف ثم احتمي بصفائح القوارب لن تشاهد ما يزيدك سكنا بل لن تشاهد نفسك في ركم الحرير او في حمم الشموع اصعد فنون الزيغ او ارتمي في حضن قلبك ثم أسمعني صوت حنينك.. اجعلني أزيدك قوة ..أزيدك عطفا .. أزيدك تصميما و عزا أنت ألان أمام الحياة تقاوم التاريخ تقاوم العجب العجاب ها أنت اليوم تحكي و تنادي و تنبش ظهر السماء إلى متى يبقى هذا العقل صامدا في تحديه إلى متى يبقى عائما في بحور الزمن استمع لحديث الأرض و هي تضفو.. اسمع لصوت السحاب .. و بريق المحيطات.. اجعل التاريخ يبدو قديما او اجعل من الحقائق وهما و اباطيلا ثم ارجع و استمر في ندائك و اصرخ و ساوم المحتالين ثم ارتح في ترابك ثم اجعلني افرغ نار الكبرياء داخل روحك المجهولة أعود لأكتب خاطرتي.. أعود لأنقش صورة أحلامي و أواري صفائح أحزاني خلف ستار الحب الخفي و أسوار الخيال .. أعود لأكتب أفكار الصبا و ذكريات العذاب .. أعود ثم أعود أصارع فنون التمرد في زمن الفتور .. أشجع أنفاسي كي تقاوم البرد و جو الخريف .. ثم امشي نحو الرمال و اعبر البحر عبورا.. فهل أصل إلى مبتغاي ..؟ سمعت بالأمس كلاما جعل القلب يدق بعنف شديد و بركان عقلي صار يفيض بقوة رهيبة فما استطعت إخماد ناره و لن استطيع. . ربما غدا اسمع منكم كلاما آخر او ربما لا استطيع .. ربما أحاول إحباط همومي او اكتب السطر الأخير من وجعي .. ارجعي يا أفراح أيامي ارجعي و اهتفي كي تبقى شموع السنين مشتعلة ونورها يملأ كل مكان .. و يضفي على اشراقة شمسي لونا بهيا جميل المحيا عظيم الوجود .. اين اختفى زمن المروءة و السلام؟ اين اختفى حلم الرجال و كيف زال الصبر من طرق الدموع ؟ تحولت البساتين إلى صحارى و أصبحت الديار خرابا و الماء صار دما يسري في كل شارع في كل حي في كل زقاق .. و درب اللهو مكتظ بأشباح الأنام .. تحاول إرعاب اليتامى و زرع الخوف في عقول الدراويش .. تحاول تشتيت أذهان الابرياء و كبت النور في ظلمة الجهل بل في ظلمة الموت المريع .. عظة بعد عظة و أقوال مالها تفسير و أحلام و رؤى و كلام زائف و إيمان كاذب هي مفردات العصر بها تشوهت صورة الحق بها أصبح الفكر ظلما و ظلاما و بها فقدنا الراحة فوق الأرض و تحت ترابها. .فمتى تعود يا زمن المروءة و السلام ؟ سننتظرك و نظل ننتظرك حتى تعود و يرجع معك أمل الحياة . هي ذي أحلامك تصبغ الرماد بلون الزهور و تحصد زروع الشوك .. فلتحتم يا روحي النائمة بين ضلوع الهجير و بين أنياب المستحيل. اسمعي صرخات فؤادي تنادي و تجعل أنين الماضي يدفن نفسه بين السطور اسمعي لأهات مخنوقة من أمد بعيد يهيم بها طيف الحنين .. تراوغ الليل تخادع الحلم الشقي ..و تركب خيل الخيال . هي ذي أشواقك تختفي شيئا فشيئا .. تمسح من خديك دموع الماضي ثم تختفي .تزيد من خفقان قلبك ثم تختفي. الا فارقبي يا نفس ما تهفو له العين من كل بريق و رواء.. الا فاسمعي صوت أشجاني و اصفحي عني فاني تائق لغفران بعد غفران.. ألا فارحمي روحي المذبوحة و ارحمي دمها وارحمي كل قطرة دمع أسبلتها العين في لحظة قهر و شرود .. هي ذي أيامك تطير أوراقها بين طيات الرياح هي ذي ساعات أيامك تشكو حريق الهون و نار العنفوان.. هي ذي أحزانك تقتل العبرات بل تمحو صفحة التاريخ.. فلتنهض النفس الجاثية فوق تراب الأسى و لتركب الزمن القادم و تعبر طريق الجراح . يا الم الزمان تريث .. مهلا..فمخطط أوجاعي لا يزال ضائعا.. لا يزال مفقودا تحت أنقاض عذابي القديم.. و نحن نعتصم الخيال و نركب يخته لنصل إلى بر خيال جديد .. افننعم به إن تحول إلى حقيقة ؟ دعني اسأل نفسي و أجيبها .. و ليكن الجواب سؤالا و السؤال جوابا. دعني أتنفس الهواء الذي ابتعته من سوق أحلامي.. و أحس ببرده داخل قلبي .. و بقوة ارتداده في شراييني .. وعمق أعماق دمائي.
يا أمس متى تصير غدا .. و متى يحفل العمر بأخبار الإياب. .جمالك يرتعد أمام البلاء.. و سيقانك خارتا بين أمواج الغياب. يا أمس انتظر اليوم صوت الضمير الحزين .. انتظره كما انتظرت قبله روح الدمار.. يا أمس لم يبق وقت حتى أناديك و أشكو.. لم تبق لحظة استرجع فيها ما تريد.. أمستعد أنت للرحيل غدا ؟ ربما ترحل و تتركني أنبش قبري. او ربما ارحل عنك . لساني يقول لي اصمت و ألزم وجوم الحال .. يقول لي تمرد على حروف كل كلام .. او اخنق في جوفك كل مقال.. فأصمت ثم أشكو.. و أطفق اطفؤ نيران الشموع.. واحسب في السماء نجومي.. نجومي نجوم فلاة في كبد الظلام.. نجوم تمرد ذات لهيب لا ينتهي.. ذات بريق يعمي العيون..و يسرق الأبصار.. بها أتحدى كل مخلوق و كل كيان.. بها اصرع أحقاد المارقين. و أنير بها طريق الزمان و روح الهوان.
هل تقدر أن تعترف الآن ؟ أتحسب الخلل هين أم تحسب أن الحياة سعير..؟ أم هل تحس ببرد الحر عند غياب شمس الربيع؟ الاعتراف صعب ..بل هو الصعوبة عينها. فدع الوداع لحين آخر ودع الرحيل بعد العويل. هذا صوتك اليوم صار صوتا عظيما.. صار صوتك ممزوجا بصوت رهيب.. وكلامك صار كنار و لهيب. وغدا يزداد اشتعالا ..وقوة. و تضيع به الهواجس المسعورة ثم تزول. اليوم وغدا أمحو جميع صفات الذل من مقل العيون.. و اجعل فن الصمت أعظم من كل الفنون. و بجمل و حروف اهزم ضعفي و اهزم كل محال. بجمل و حروف اهزم كل أعدائي وأحباب أعدائي. فإذا حرقت الحقول و زرع الشوك في كل مكان.. و فاضت الينابيع دماء .. و إذا تناثرت النجوم و صارت المياه دموعا وصارت السماء أرضا و الأرض سماء.. و تشعبت المشاعر في عقول من حجر فغدا الأمان جفاء.. فترقبوا ثم اذكروا و تذكروا كيف يتيه العمر بين ثنايا العصور. و كيف يتيه الفكر بين عباب الشر و لجة الأحكام. عجبت لكي يا أصداء أتراحي.. عجبت لكي و أنت تزيدين النار نارا.. و تجعلين الدخان غبارا.. عجبت من كمد يحاكي سفور العيب ثم يعلو و يعلو .. و فوق علوه ينتفض الشر و ينمو .. عجبت لك يا إخفاق إدراكي.. تراود أفكار الصبا و تشرد أحلام خيالي ..
نعم سأقولها و اعترف.. وقفت شبحا أمام الريح.. وقفت مرتجلا وجلا اكلم نفسي .. صوري أجمل مني و أوراق خريفي.. و إحساس خيالي أعظم من أحاسيس همسي.. و همس أحلامي أحلى من روعة هجسي.. وقفت بباب الرعب وقلت نعم .. سأجعل الصمت فنا بل أعظم من كل الفنون. وقفت لأصرخ بوجه العمر .. فما وجدت نفسي قادرا أن اصرخ.. وقفت لأبكي فاجعل أوقاتي مبللة بدموعي .. فما وجدت دموعا في عيوني . هي ذي الدموع جفت و انتهت .. فهل تنتهي أصواتها ؟ سمعتك تزأر البارحة .. سمعتك إذ كنت قويا فخارت قواك. سمعت نحيبك في كون الظلام.. و سحب العالم تنبت لي زروع السلام.. سمعت أصوات أشباحك و هي تطفو فوق رأسي.. تحاكي أصوات الضحايا . و تمسح من عيونها أضواء المنايا. و فوق كأس الموت يصدع كأسي..
أنا الوهم .. فهل من عاشق للوهم يعشقني.. أنا الصمت فهل من عاشق للصمت يستسيغ صمتي. من كمد إلى كمد تعبر أفكاري القديمة .. من زمن إلى زمن تسافر تتجول و تنتهي .. عفا عنك ذنب ماضيك و أمسى كزخرف الانتحار النبيل. عفا عنك و لا زال يعفو.. و يسرق منك أحوال التكهن .. و يخطف منك بريق السحر و النقم. لا زال يعفو و يهفو.. لا زال يصفو ثم يصفو.
من منكم يجد نفسه مقدسا أكثر مني..؟ من منكم صارت القداسة روحه و عقله و كيانه ؟ من منكم تسول له نفسه قول الحق مثلي ؟ و الصبر و الصمت و عدل الابرياء.. جعلت فيك سرا ..في عقلك جعلت سرا و في قلبك و روحك جعلتك سرا من أسرار كوني و لحنا تطرب له كل الخلائق..
لحظة.. اقترب لترى كيف حال خيالك. ارجع لخط البداية ثم انطلق من جديد .. و تعلم كيف تكوي جراحك.. تقلد ظلك الحزين و ترحل.. و تلعن شيطان عقلك المسجون من الأزل.. كلا ثم كلا .. لا تندم على ما صار او سيصير .. لا تجعل قوى أفكارك تنتحر و تزول. لا ..لست أنت من أبحث عنه. لست أنت حلمي ..ولا أملي ..لست أنت. الذي ابحث عنه أنينه رحمة و دموعه مغفرة. الذي أنتظر لا يكسر ظهري ولا ينهرني.. بريء مثل وديان المراعي رقراق مثل بحر عالمي.. نوره يملأ بيتي و ينعشني. سأنظر للسماء و أنتظر.. ربما اليوم او غدا .. ربما تنزل مع السحاب .. ربما أراك مع الطيور و العصافير وإذا لم أجد شيئا ..سأنام لأنتظر في حلمي.. ربما اليوم او غدا . آه يا حزني المعجون بكدر الأيام. سئمت من ذكر تفاصيلك .. سئمت من ذرف دموعك.. تحول كبرياؤك إلى شرود.. و تحولت أحوالك فصرت بعين النقد أشلاء و أشلاء. و غار حقل أسمائك ..ارتمى و انزاح بعيدا.. غادر كل العواصم.. لم يجد أحلى من كلامي أيام كنت أرقص و اغني.. لم يقدر أن يفهمني و أنا أنادي .. وأنا اكتب خاطرتي.. آناء الليل و أطراف النهار . قد سمعت كلام الغرباء .. فكيف وجدت كلامي .. قد سمعت أصوات الحزانى فكيف وجدت صوتي .. أقسم انك لن ترى و تسمع مثل ما أسمعتك.. لان الكمد الذي ارتويت من بئره لا يرتوي منه احد غيري.. و ها أنت الآن ترى كيف صارت حروفي .. و كيف صغت بها جملي.. فمن ذا يقلدني ؟. من ذا يحاكي حكاياتي و ألفاظ أشجاني.. حتى الحياة اعلم أنها عاجزة . فمن ذا يستطيع ؟
| |
|